وأخبارًا، شعرًا ونثرًا، لكل من يعرض للأدب الأندلسي بالدراسة.

3- وثالث هذه الكتب هو كتاب "الغصون اليانعة في محاسن شعراء المائة السابعة" الذي حققه محقق "اختصار القدح المعلى" إبراهيم الإبياري، كما هو واضح من عنوان الكتاب نعرف أنه من نوع كتب التراجم، ولكنه لا يترجم إلا لطبقة معينة من الأعيان هم الشعراء وحدهم، ولقد بدأ علي بن سعيد كتابة "الغصون" سنة 657هـ ستمائة وسبع وخمسين في تونس، وكان إذ ذاك في خدمة أميرها المستنصر الأول محمد بن يحيى الحفصي، ولقد أهدى كتابه هذا للأمير المذكور.

ويبدو أن كتاب "الغصون اليانعة.." واحد من مجموعة كتب ألفها ابن سعيد عن الشعراء، وضمها جميعًا بين دفتي كتاب كبير أسماه "جامع طبقات الشعراء".

وتدل خطبة الكتاب في نسخته المخطوطة على أن الشاعر ترجم للشعراء الذين ضمتهم الغصون حتى سنة وفاته، وهي ستمائة وخمس وثمانون، والكتاب حسب حديث المؤلف قد رتب على ثلاثة أقسام: قسم ضم تراجم الذين تحققت سنوات وفاتهم، وقسم ثانٍ ضم تراجم الذين لم يقف لهم على ذلك، وقسم ثالث في من استقر العلم على حياته عند انتهاء عمر المؤلف.

غير أن النسخة المطبوعة التي بين أيدينا لا تضم سوى سبعة وعشرين شاعرًا بين سنتي 600 و 605، وبذلك يكون القدر الذي وصل إلينا من الغصون اليانعة لا يمثل إلا قسمًا صغيرًا من هذا الكتاب النفيس الكبير.

ومع ذلك فلهذا القسم من الكتاب ميزات ظاهرة، أولها أنه لم يقتصر على شعراء قطر بعينه، وإنما ينتمي الشعراء السبعة والعشرون إلى أقطار عدة مشرقًا ومغربًا، سبعة منهم من العراق، وواحد من الجزيرة، وخمسة من بلاد الشام، ومصريان، وخمسة من المغاربة، وسبعة من الأندلس.

وثانيها أن المؤلف لا يكاد يذكر خبرًا أو نصًّا إلا ويتبعه بذكر المصدر الذي استقى الخبر أو النص منه، بحيث إننا لو قمنا بإحصاء للمصادر التي ذكرها ابن سعيد في متن الغصون لتجمع لدينا كنز ثمين من أسماء الكتب النفيسة التي بقي أقلها وضاع أكثرها، بل بقي أقل قليلها وضاع أكثر كثيرها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015