أولًا: عمد مؤلفا الكتاب في صورته الأخيرة علي بن موسى، وأبوه إلى تصنيف الكتاب في نطاق منهج بادي الغرابة، ونعني بذلك القسم الخاص بالأندلس، فلقد سبق القول إن هناك قسمين آخرين، قسمًا خاصًّا بإفريقية وقسمًا خاصًّا بمصر، وكل منهما يتكون من عدة أسفار، فإذا ما عدنا إلى منهج القسم الخاص بالأندلسي وجدنا المؤلفين يقسمانه إلى ثمانية عشر كتابًا كل كتاب منها أسمياه "مملكة" مثل كتاب "الحلة المذهبة في حلى مملكة قرطبة" وكتاب "الذهبية الأصيلية في حلى المملكة الإشبيلية" وكتاب "الخلب في حلى مملكة شلب" وكتاب "الرياض المصونة في حلى أشبونه" وكتاب الخلب في حلى مملكة شلب" وكتاب "الرياض المصونة في حلى أشبونة" وهكذا لكل مملكة أو بالأحرى مدينة كبيرة كتاب يتكون اسمه من سجعتين تتفقان في إيقاعهما مع اسم المدينة على النسق الذي تمثلت له فيما سلف من سطور.
ولم يكتفِ المنهج بذلك، بل قسم كل مملكة إلى عديد من الكور، وجعل لك كورة كتابًا يتكون من سجعتين، فالكتاب الخاص بمملكة قرطبة، مثلًا ينقسم إلى أحد عشر كتابًا، منها على سبيل المثال: كتاب "الحلة الذهبية في الكورة القرطبية" وكتاب "الدرة المعلونة، في حلى كورة بلكونة" وكتاب "الكواكب الدرية في حلى كورة القبرية"، وكتاب "الدر النافق في حلى كورة غافق".
ولا يكتفي المؤلفان بذلك، بل يقسمان كل كتاب خاص بكورة إلى عدد من الكتب الأصغر حجمًا باعتبار البلدان المهمة في الكورة. فكتاب الكورة القرطبية مثلًا ينقسم إلى عدة أقسام صغرى منها على سبيل المثال كتاب "الصبيحة الغراء في حلى حضرة الزهراء"