بطلب زمانه، فيتركه وبه حاجة إليه وافتقار إلى وجوده"2.
وهكذا أبان العالم الجليل عن منهجه في إيراد تراجمه إبانة دقيقة، وكأنما قد كابد ما يكابده كل باحث -حتى نحن المحدثين- حين يريد الرجوع إلى موضوع بعينه في متاهات كتب التاريخ والطبقات والآداب والعلوم والتراجم، وقد أغنانا عن مزيد من التفصيل إلا في القليل.
وقد كان الخطيب صاحب فضل بين أصحاب التراجم حين استن سنة البداية بالترجمة للمحمدين من الأعلام تبركًا برسول الله صلى الله عليه وسلم، وتبعه في ذلك كثيرون من أصحاب التراجم الذين جاءوا من بعده وفي مقدمتهم صلاح الدين الصفدي في كتابه "الوافي بالوفيات" الذي سنقف معه وقفة غير قصيرة.
خامسًا: احتوى تاريخ بغداد على "7831" سبعة آلاف وثمانمائة وإحدى وثلاثين ترجمة على مسرى المجلدات الأربعة عشر، عدد المحمدين فيه ألف وخمسمائة وتسع وسبعون ترجمة ابتداء بمحمد بن إسحاق صاحب السيرة وانتهاء بمحمد بن ياسر أبي عبد الله البزار، وقد استغرقت تراجم المحمدين هؤلاء مجلدين ونصف مجلد من الكتاب هي نصف الأول والمجلدان الثاني والثالث بأكملهما. يضاف إليها ثلاثمائة وست عشرة ترجمة لمحمدين آخرين عاد إلى ترجمتهم فغطى بهم النصف الثاني من المجلد الخامس لسبب غير واضح، إذ كان المنهج الأمثل أن يأتي بهم جميعًا متصلين متلاحقين.
إن عدد المحمدين المترجم لهم في الكتاب إجمالًا يبلغ والحال كذلك ألفًا وثمانمائة وخمسًا وتسعين ترجمة تستغرق -حسبما ذكرنا- مجلدات ثلاثة كاملة هي نصف الأول والمجلدات الثاني والثالث ونصف المجلد الخامس، وهو الفريق الأخير من المحمدين الذين وردت ترجمتهم في المجلد الخامس تبدأ أسماؤهم بمحمد بن حنيفة القصبي وتنتهي بمحمد بن عبد الله بن عبيد الله أبي الحسين المقرئ المؤدب.
سادسًا: بعد أن ينتهي الخطيب البغدادي من ذكر العدد الوفير من المحمدين أو بالأحرى الدفعة الكبرى من المحمدين في المجلدات الثلاثة الأولى يثني بالترجمة لأعلام "الأحمدين" بادئًا بأحمد بن أحمد بن محمد بن عبيد الله الطالقاني ورقم ترجمته "1580" ألف وخمسمائة وثمانون، وانتهاء بأحمد بن العباس المؤدب الصوفي ورقم ترجمته "2713" ألفان وسبعمائة وثلاثة عشر، فيكون عدد الأحمدين الذين أورد الخطيب ترجمتهم ألفًا ومائة وثلاثا وثلاثين ترجمة شملت المجلد الرابع جميعه ونصف المجلد الخامس.