وجعل ابن النديم المقالة التاسعة من كتابه في المذاهب والاعتقادات المعاصرة لزمانه من صابئة، وثنوية، ومنانية، وديصانية، وخرمية، ومزدكية وغيرها مع أخبار رجالها وأسماء كتبهم.
وأنهى ابن النديم كتابه بالمقالة العاشرة التي خصصها للكيمائيين، والصنعويين من الفلاسفة القدماء والمحدثين وأخبارهم وأسماء كتبهم.
ثالثًا: يعتبر الكتاب والحال كذلك دائرة معارف علمية أدبية فقهية في نطاق فن التراجم، والتراجم في مفهومه تراجم مادة وتراجم أعيان، بمعنى أنه يقدم المادة، ويعرف بها ثم بعلمائها وأعلامها تعريفًا مختصرًا، ولكنه شافٍ مؤدٍ للغرض، ثم يذكر أسماء كتبهم. وهو في هذا الميدان عالم ثقة، ورائد لكل من جاء بعده على مختلف مدارسهم. وهو بعد ذلك كله مبدع على اختصاره، مفصل على إيجازه، جماع ثقة للأخبار، معرف بارع بالأعلام والعلماء، صيرفي في معرفة الكتب وتصنيفها. ومن ثم فإن "فهرست" ابن النديم في عالم المعرفة العربية والتراجم العلمية، مثل قطعة من الجوهر صغيرة الحجم، والجرم، نفيسة القيمة، والمحتوى.