سنة الأربعمائة مثل ابن نباتة التميمي شاعر سيف الدولة الذي ينص المؤلف على أنه توفي بعد الأربعمائة1.
أما مهنة ابن النديم فقد ذكر المؤرخون أنه كان وراقًا، والوراقة كانت مهنة كثير من الأدباء والعلماء. ولا يدخل في معنى الوراقة مجرد التجارة والكسب من الكتب كماهي الحال في أيامنا، فكما أن بين الناشرين في عصرنا علماء أفاضل، وأدباء مرموقين وفي الوقت نفسه يوجد بينهم مجرد مهنيين تجار، فكذلك كان الحال بين وراقي فترة التفجر العلمي الإسلامي والعربي. فياقوت الرومي صاحب المؤلفات الكثيرة الثمينة كان مع علمه الوفير وراقًا، وسعد بن علي المشهور بـ "دلال الكتب" ومؤلف "كتاب زينة الدهر" الذي جعله ذيلًا لدمية القصر -وصاحب غيره من المؤلفات- كان وراقًا، ومحمد بن شاكر الكتبي صاحب "فوات الوفيات" وغيره من المؤلفات الثمينة كان أيضًا وراقًا، وإذًا فابن النديم: محمد بن إسحق كان واحدًا منهؤلاء الوراقين العلماء الذين جعلوا من العلم زادًا لعقولهم، ومن تجارة الكتب ونشرها وتحقيقها وجمعها وتصويبها ومراجعتها وسيلة لكسب قوتهم وأسباب حياتهم.