ومن الطريف أن أحد شارحي حماسة أبي حاتم بل أفضلهم من وجهة نظرنا على الأقل -أبا علي المرزوقي- قد خصص فصلًا قصيرًا للفظ "حماسة" استهل به الباب الأول من حماسة أبي تمام، فقال: الحماسة الشجاعة، والفعل منه حمس بفتح ثم كسر، ورجل أحمس، وكانت العرب تسمي قريشًا حمسًا لتشددهم في أحوالهم دينًا ودنيا، وتسمى بني عامر الأحامس. وقال ابن دريد: وبنو حماس قبيلة من العرب وكذلك بنو حميس.
وهكذا تطور منهج الاختيار فأصبح يشمل موضوعات متنوعة تجتمع كل مجموعة من القصائد، أو المقطعات ذات الغرض الواحد في باب بذاته، فتكونت لدينا هذه الثروة النفيسة من الشعر العربي المختار بعنوان "الحماسات" التي تشكل زادًا لكل أديب، وريا لكل من يهدف إلى التعرف بنماذج من تراث قومه الشعري.