قصيدة1، ويذكر محققا هذه النسخة أن عدد القصائد التي رويت بشرح أبي محمد الأنباري الكبير مائة وست وعشرون قصيدة وأنهما أضافا القصائد الأربع المكملة لعدد المائة والثلاثين من نسخ أخرى غير نسخة ابن الأنباري.
وأما ابن النديم، فيذكر أن عدد قصائد المفضليات مائة وثمانٍ وعشرون قصيدة مختارة2.
على أن هناك شبه اتفاق على أن المفضليات التي بين أيدينا ليست جميعها من اختيار المفضل الضبي، وأن عدد القصائد التي قرأها المفضل على المهدي، ولقنه فهم تاريخ الأدب ونصوصه بواسطتها ثمانون فقط، ثم قرأها بعض أصحاب الأصمعي عليه، وقد أضافوا إليها بعض ما أعجبوا به من خيار الشعر وسألوه عن غريبه فزاد عددها3.
بل إن الطريف في الأمر أن المفضليات الثمانين ليست من اختيار المفضل نفسه، وإنما هي من اختيار إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي الذي خرج على المنصور هو وأخوه محمد، وآل الحسن كلهم أدب وفضل وشمائل وكانوا مقصد الشعراء وموئل القصاد، كان إبراهيم متواريًا عند المفضل، وكان يقضي وقته في القراءة تفاديًا للسأم الذي يشعر به صاحب الفراغ فعكف على كتب كان المفضل يقدمها إليه، فاختار إبراهيم سبعين قصيدة4 ثم أضاف المفضل إليها عشرًا من اختياره هو فكانت الثمانين قصيدة التي حملت اسمه، وعرفت بالمفضليات، فلما احتفظ المنصور بالمفضل الضبي بعد أن قضى على ثورة بني الحسن كلفه أن يخرج ولده محمدًا في الشعر فعلمه من خلال القصائد التي اختيرت بعناية وذوق واهتمام.
وإن أكثر قصائد المفضليات لشعراء جاهليين ومخضرمين وإسلاميين، ولكنهم على شهرة بعضهم من المقلين المجيدين في إنشائهم المجودين في شعرهم مثل أفنون التغلبي وبشامة بن عمرو، وبشر بن عمرو بن مرثد، وتأبط شرًّا، والشنفرى، والحصين بن الحمام المري، وأبي ذؤيب الهذلي، والحارث بن حلزة، وذي الإصبع العدواني، ومتمم بن نويرة، وعلقمة الفحل، وعامر بن الطفيل، والمثقب العبدي، والمخبل السعدي، والمرقش الأكبر، والمرقش الأصغر، والمسيب بن علس وغيرهم، وهي في أكثرها أسماء معروفة لخاصة