وهكذا يظل ابن الشجري يغازل اللغة وفنونها من نحو وصرف في موضوعاتها العديدة البسيطة حينًا المعقدة أحيانًا حتى نهاية المجلس الخامس والسبعين.
ومهما كان الرأي في المنهج الذي اتبعه ابن الشجري -إذ لا نكاد نلمس له منهجًا واضحًا- فإنه كان فياض العلم وافر المعرفة كثير المحفوظ واسع الاطلاع يحتفل بتلاميذه فيعد نفسه إعدادًا حسنًا قبل مجلسه الذي يلقي أثناءه أماليه.
ثم هو بعد ذلك يتنفس اللغة أكثر مما يتنفس الأدب، إننا نحس به مرتاحًا منسابًا متخصصًا حين يقدم على الحديث في اللغة وعلومها، وليس الأمر كذلك حين يتناول قصيدة شعرية أو قضية أدبية.