فيه، ولا ينسى قسطه من الإسهام فيه بشيء من شعره متى سنحت الفرصة بذلك، فيختار حينًا موضوع وصف الثغر والحديث، أو طيف الخيال، أو الزهد في الدنيا، أو الشيب، إلى غير ذلك من الموضوعات التي يعن له تصورها كأديب قارئ صاحب إلمام عريض ودراسة واسعة.
رابعًا: والشريف على تقاه ومكانته لا يتردد في طرق بعض موضوعات الأدب المكشوف، والشعر الخليع في بعض الأحيان1.
هذا وللشاعرات النساء قسط، ونصيب في الكتاب وإن لم يكن بالقدر الذي يشفي غلة أو يطفئ صدى.
والشريف البلاغي حاضر في عدد كبير في موضوعات الأمالي، فكثيرًا ما عالج موضوعات بلاغية علاج البلاغي الناقد الأديب كأن يعقد فصلًا طريفًا موسعًا للتشبيه أو يعرض لموضوع الإيجاز والاختصار والحذف2.
وأمالي الشريف المرتضى مليئة بأخبار الخطباء المفوهين البلغاء، والذين وقفوا على المنابر فارتج عليهم، ومن نصوص الخطب أو الشعر يتخذ الشريف وسيلة لشرح معاني الكلمات الغريبة ويستطرد منها إلى دروس في علوم اللغة ولكن بشكل أقل كثيرًا من القالي في أماليه.
ولما كان الشريف المرتضي صاحب مكانة دينية سامية بل صاحب دين، وإيمان فإن شخصيته المؤمنة تنعكس على الكثير من أبواب أماليه أو بالأحرى موضوعاتها، فهو يكثر من الكلام على مذهب أهل العد، ويتحدث عن المفكرين من أعلام الإسلام مثل الحسن البصري، وواصل بن عطاء رأس المعتزلة، وعمرو بن عبيد، وأبي الهذيل العلاف، وبشر بن المعتمر3.
ومن منطلق الإيمان يعمد إلى فضح المتآمرين على الإسلام من زنادقة الشعراء والأدباء الذين يبدأون عنده من الوليد بن يزيد، ثم يمضي في ذكرهم وهم حماد الراوية، وحماد بن الزبرقان، وحماد عجرد، وابن المقفع، وأبو العيناء، وبشار بن برد، ومطيع بن إياس، ويحيى بن الحارثي، وصالح بن عبد القدوس، ويأتي ببعض أخبارهم ومجونهم.
والشريف المرتضي على رغم جدية أماليه غير متعسف ولا متزمت وإنما يربط أماليه بين