ويمكن أن نطبق منهج الصولي في كتبه عن أخبار الشعراء الآخرين التي مر ذكرها، فإذا استعرضنا مثلًا كتابه "أخبار البحتري" وجدناه من حيث المنهج لا يختلف كثير عن منهج أخبار "أبي تمام" اللهم إلا في ذلك الحماس الذي ميز به الصولي كتابه عن أبي تمام ويمكن قول الشيء نفسه بالنسبة إلى الكتب الأخرى التي ورد ذكر اسمها، ولم تصل إلينا نصوصها مثل: أخبار ابن هرمة، وأخبار السيد الحميري وأخبار الفرزدق وأخبار إسحاق بن إبراهيم، وأخبار أبي نواس.

ومهما كان الأمر في كتاب "أخبار أبي تمام" والهدف الذي استهدفه الصولي من وراء تأليفه، فإنه يمكن أن يعد نوعًا من الدفاع الواضح غير المستتر عن أبي تمام تجاه الدفاع المستتر عن البحتري، والعصبية الأدبية التي ضمنها الآمدي كتابه "الموازنة". وبعبارة أخرى فإننا نستطيع أن نقتبس رأي الأستاذ أحمد أمين الذي ورد في تقديمه لكتاب أخبار أبي تمام بقوله "قد مضى زمان كنا لا نسمع فيه إلا نغمة الانتصار للبحتري، فكان في هذا الكتاب الذي بين أيدينا الآن ما يعدل هذه النغمة ويلطف هذه الحدة فتتجاوب النغمتان، وتتعادل الكفتان، ويكون أمام القاضي العادل أقوال الخصوم والمؤيدين تامة في غير نقص". ومجمل القول في كتاب "أخبار أبي تمام" للصولي أنه ضرورة دراسية ومصدر أساسي لا غنى عنه لمن يريد التصدي لدراسة أبي تمام والتحدث عن شعره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015