والملح الأدبية شعرًا ونثرًا.

ذهبت جمعة وهند بنتًا الخس إلى سوق عكاظ في الجاهلية، فاجتمعنا عند القلمس الكناني، فقال لهما: إني سائلكما لأعلم أيكما أبسط لسانًا وأظهر بيانًا وأحسن للصفة إتقانًا، قالتا: سلنا عما بدا لك، فستجد عندنا عقولًا ذكية، وألسنة قوية، وصفة جلية، فأخذ يوجه إلى الواحدة منهما السؤال فتجيب عنه بأبلغ لسان وأعمق بيان ولا تكاد تنتهي الأخت من إجابتها حتى تلتقط الأخت الثانية حبل الحديث وتضيف إلى كلام أختها جديدًا. سألهما عما يمدح ويذم من الإبل والخيل والماعز والسحاب والنساء والرجال وغير ذلك، وهما تجيبان إجابة المرأة البليغة العارفة الحكيمة المثقفة، فلنستمع إلى رأي الأختين في النساء والرجال:

قال القلمس كلتاكما محسنة، فأي النساء أحب إليك يا جمعة؟ قالت: أُحب الغريرة العذراء الرعبوبة العيطاء الممكورة اللفاء ذات الجمال والبهاء والستر والحياء، البضة الرخصة كأنها فضة بيضاء1. قال: كيف تسمعين يا هند؟ قالت: وصفت جارية هي حاجة الفتى ونهبة الرضا2 وغيرها أحب إلي منها. قال: فقولي. قالت: أحب كل مشبعة الخلخال ذات شكل ودلال وظرف وبهاء وجمال. قال القلمس: كلتاكما محسنة فأي النساء أبغض إليك يا جمعة؟ قالت: أبغض كل سلفع بذية، جاهلة غيية، حريصة دنية، غير كريمة ولا سرية، ولا ستيرة ولا حيية 3، قال: كيف تسمعين يا هند؟ قالت: وصفت امرأة صاحبها خليق أن لا تصلح له حال، ولا ينعم له بال، ولا يثمر له مال، وغيرها أبغض إلي منها. قال: فقولي. قالت: أبغض المتجرفة الشوهاء، المنفوحة الكبداء، العنفص الوقصاء، الحمشة الزلاء، التي إن ولدت لم تنجب وإن زجرت لم تعتتب وإن تركت طفقت تصخب4 قال القلمس: كلتاكما محسنة فأي الرجال أحب إليك يا جمعة؟ قالت: أحب الحر النجيب، السهل القريب، السمح الحسيب، الفطن الأريب، المصقع 5 الخطيب، الشجاع المهيب. قال القلمس: كيف تسمعين يا هند؟ قالت: وصفت رجلًا سيدًا جوادًا ينهض إلى الخير صاعدًا، ويسرك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015