بذلك كلاما جعل الفتى يقوم برد الفعل بدلا منها، فاللغة إذا قد تجعل الإنسان يصدر منه رد فعل أو استجابة R، حين يكون المثير مثيرا لإنسان آخر S.
وفي الحالات المثالية يتساوى الناس في القدرة الخاصة والقوة، ولكنهم يختلفون عمليا، والواقع أنه كلما اتسع مدى اختلافهم في ذلك، اتسع مدى القوة الخاصة التي يتحكم فيها كل إنسان، فلا يحتاج المجموع إلا إلى صائد واحد، وطباخ واحد وخياط واحد؛ وهذا هو المقصود بتقسيم العمل، وتقسيم العمل ككل شيء في المجتمع الإنساني، إنما يرجع إلى وجود اللغة.
يقول بلومفيلد: ولكننا لم نتكلم عن الكلام إلى الآن، مع أنه هو الجزء الذي يهمنا من القصة باعتبارنا من طلاب علم اللغة، فأما الحوادث العملية قبل الكلام وبعده، فإنما نهتم بها لصلتها بالكلام، إن المتكلم يحرك أوتاره الصوتية وفكه الأسفل، ولسانه وهلم جرا بطريقة ترغم الهواء على أن يأخذ شكل موجات صوتية، فحركات المتكلم هذه رد فعل، أو استجابة للمثير S. وبدل أن يقوم المتكلم برد الفعل R بنفسه يستبدل بهذه الاستجابة، تحريك جهازه النطقي بطريقة خاصة، ويمكن أن يرمز لهذا البديل بالحرف r، وبالاختصار يستطيع المتكلم أن يستعمل إحدى طريقتين للاستجابة، ورد الفعل الذي يسببه مثير ماهما:
وفي حالة اختيار الكلام، يكون المرء قد يكون المرء قد اختار الطريقة الثانية.
وتؤثر الموجات الصوتية التي في فم الفتاة في الهواء الخارجي، فتحدث به حركة موجبة مماثلة، وهذه الموجات التي في الهواء الخارجي، تصطدم بطبلة أذن الفتى، فتحدث بها ذبذبة تؤثر على أعصابه تأثيرا خاصا، وهنا يكون الفتى قد سمع الكلام.
فسماع الكلام مثير بالنسبة للفتى، جعله يجري ويحضر التفاحة، كما لو كان هو جائعا. ورد الفعل أو الاستجابة الذي قام به في هذه الحالة، قد يكون مسببا عن مثير له هو