منهج الدلالة:

1- النظرة الديناميكية:

علم الدلالة، أو علم المعنى، أو علم السيمانتيك، فرع من فروع الدراسات التي تناولها بالبحث أنواع من العلماء تختلف موضوعاتهم، كالفلاسفة، واللغويين، وعلماء النفس، والأنثربولوجيا، والأدباء، والفنانين، والاقتصاديين، وعلماء الدراسات الطبيعية1، ولهذا كان اسم هذا العلم محل خلاف في اللغات المختلفة، حتى إن من الأسماء التي لا تزال تجري على أقلام بعض الكتاب في هذا العلم: semantics , semasiology, simology, sematology ويجري نفس الخلاف في الاصطلاحات، التي تطلق على بعض الأفكار الداخلة في نطاق هذا العلم، فقد سبق أن ذكرنا أن فندريس يميز بين ما يسميه المورفيم "morpheme"، وبين ما يطلق عليه السيمانتيم "semanteme"، وليست هذه هي التسمية الوحيدة للسيمانتيم؛ لأن بعضهم يطلق عليه "sememe"، وآخرون "seme"2، وبرغم هذا الخلط في استخدام الإصلاح، استطاع علم الدلالة أن يشق طريقة في التطور من أفكاره الأولى، التي حددها بريال "رضي الله عنهreal"، على أساس تاريخي لا وصفي، والواقع أن علم الدلالة التاريخي يدرس تغير المعنى من عصر إلى عصر، وأن علم الدلالة الوصفي يدرس المعنى في مرحلة معينة من مراحل تاريخ اللغة، فالأول ديا كروني -على حد تعبير دي سوسور- والثاني سينكروني، أي أن الأول يدور حول التغيرات المعنوية، والثاني حول العلاقات المعنوية، أو بعبارة أخرى يدور الأول حول المعنى المتغير، والثاني حول المعنى الثابت.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015