لهذا المنبور الأولي تكون نسقا في صورة "متوسط + قصير + قصير أو متوسط" نحو:
مستحمين - يستفيدون - ما عرفناهم - محتملوهم.
ولا يقع الضغط الثانوي على المقطع الرابع السابق للمنبور الأولي في الكلمة.
نبر السباق "أو النبر الدلالي":
ونبر السياق مستقل عن نبر الصيغة الصرفية، الذي شرحناه، ولو أنه يتفق معه في الموضع أحيانًا، والفرق بين الدلالي والصرفي، أو نبر السياق ونبر الصيغة، أن نبر السياق يمكن وصفه، على عكس نبر الصيغة، بأنه إما أن يكون تأكيديًا، وإما أن يكون تقريريا، ويمكن تلخيص الفرق بين التأكيدي والتقريري في نقطتين:
1- أن دفعة الهواء في النبر التأكيدي أقوى منها في التقريري.
2- وأن الصوت أعلى في التأكيدي منه في التقريري.
وأي مقطع في المجموعة الكلامية، سواء كان في وسطها أو في آخرها، صالح لأن يقع عليه هذا النوع من النبر، والمسافة بين أي حالتي نبر في المجموعة الكلامية، سواء كان كلاهما أوليا أو ثانويا أو مختلفا، لا تتعدى أربعة مقاطع.
والواقع أن هذه المسافة يتحكم فيها عامل الإيقاع في الكلام العادي، ولا يظنن ظان أن النبر في الكلام المتصل، "أو في المجموعة الكلامية على حسب ما نسميه هنا"، يقع أوليا فثانويا فأوليا فثانويا على التعاقب، فربما تجاورت حالات من الأولى أو من الثانوي دون أن يتخللها النوع الآخر، ولكن الملاحظ أن المسافات بين كل حالتي نبر، تبدو كأنها متساوية تقريبا، وهذا ما نسميه الإيقاع وللقارئ إن شاء أن يتأمل كلامه؛ ويحدد المسافات بين حالات النبر، وسيجد هذه الظاهرة واضحة كل الوضوح.
ولا يفوتني هنا أن أشير إلى أن دراسة النبر، ودراسة التنغيم في العربية الفصحى يتطلب شيئا من المجازفة، ذلك؛ لأن العربية الفصحى لم تعرف هذه الدراسة في قديمها