الصحاح يتمثل في أن تشكلات الفم مع العلل، إنما يتعدل الهواء المجهور فحسب، وهو فيما عدا هذا عنصر جوهري فيها، ولكن تضييق مجرى الهواء، أو إقفاله هو أساس الصوت الصحيح، على حين تكون حالة الحنجرة شيئا ثانويا.

2- ويقول تروبتسكوي1: إن خاصية الصحيح، بعبارة أخرى، هي إنشاء عقبة في طريق الهواء، أو فتح هذه العقبة، على حين تبدو خاصية العلة في صورة انعدام أية عقبة أو تعويق.

3- ويقول فندريس2: "كل العلل يقتضي أن يكون الفم مفتوحا، ولو اختلف هذا الفتح في الحجم، ولكنه دائمًا أكبر مما هو مع الصحاح".

وليس الدخل الفسيولوجي إلى هذا التفريق مصطنعا وسطحيا فحسب، ولكنه غير واف بالغرض أيضا من وجهة النظر العملية، أما أنه مصطنع وسطحي؛ فلأنه يعتمد على مادة من خارج اللغة، وبعد قطع الصلة بين هذه المادة، وبين بيئتها الأصلية، التي هي علم الفسيلوجيا، وتجاهل أثر الموقع، والوظيفة باعتبارهما عاملين من أهم عوامل التشكيل الصوتي، ويستخدم عبارة اعتباطية في تقرير المسألة،

تتعارض مع تجارب الأصوات في المعمل3، وأكثر من ذلك أن هذه العبارات الفنية الفسيولوجية، قد استخدمت لحل مسألة لم يعين مستوى بحثها، أهو الأصوات، أم التشكيل، أم هما معا، وإن عدم تخصيص مستوى لهذا التفريق، ليجعله محتملا أن يكون على مستوى التشكيل الصوتي، فإذا كان ذلك كذلك، فإن المدخل الفسيولوجي، إذا صح أن يرتبط بدراسة الأصوات، فليس هناك

مكان بين تجريدات علم التشكيل الصوتي، لمثل هذا المدخل العضوي العضلي؛ لأن الصحاح والعلل في علم التشكيل حروف لا أصوات، أي وحدات فكرية

لا حركات تشرحها الفسيلوجيا، ولهذا فليس من الدقة في شيء أن نقول: إن "حرف" العلة لا يوجد في نقطه تعويق، ولا عقبة في طريق الهواء أثناء نطقه؛ لأن الحروف لا تنطق، وإنما تنطق الأصوات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015