وإذا كان التفخيم في الفصحى يرتبط بالأصوات، فإنه في العاميات يرتبط بالمواقع، على نحو ما فصلناه في منهج التشكيل الصوتي في هذا الكتاب.

ولقد حرص علماء الأصوات، على أن يضبطوا إلى أقصى حد ممكن، ما يستطيع

المرء أن يسميه أوضاع أعضاء النطق بأصوات العلة، وجاءوا لذلك بمقياس

موضح بالرسم الذي تراه، في الصفحة الآتية توصلوا إلى شكله هذا بعد محاولات متعدد، وتمثل الزاوية الحادة، والمنفرجة في مقدم الرسم مقدم منطقة حروف العلة في الفم، أما الزاويتان القائمتان، فتمثلان مؤخر هذه المنطقة. فأقصى ما يبلغه صوت الكسرة من العلو، والتقدم هو الزاوية الحادة، وأقصى ما يبلغه صوت الفتحة من الاستفال، والتقدم هو الزاوية المنفرجة، وأما ما يبلغه هذا

الصوت الأخير من الاستفال، والتأخر "أو سمه التفخيم إن شئت" الزاوية القائمة السفلى، وأقصى ما يبلغه صوت الضمة من العلو، والتأخر هو الزاوية القائمة

العليا، وبين صوت الفتحة الأمامية "أو المرققة"، وبين الكسرة منطقة أصوات الخفضة، وبين صوت الفتحة الخلفية "أو المفخمة"، وبين الضمة منطقة أصوات الرفعة، وأما المثلث الأوسط فهو منطقة الأصوات المركزية، التي منها صوت

القلقة في اللغة العربية، ويرى القارئ على هذا الشكل الأوضاع التقريبية لأصوات العلة في العربية الفصحى، وعلى الأخص في نطق القراء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015