ويرجح عندي أن الطاء العربية الفصحى القديمة، التي وصفها القراء كانت في صوتها، وفي نطقها بهذا الوصف، ثم لغرابة صوتها هلى السمع، أخطأ النحاة والقراء، فجعلوها مجهورة في دراستهم، وجعلوا الدال مقابلا مرققا له، أضف إلى ذلك أن النحاة، والقراء في القديم قد وضعوا قاعدة قياسية، تقول: إن كل صوت إلى أصوات القلقلة مجهور شديد، وهذا ما جعلهم يخطئون الصواب، لا في صفة الطاء فحسب، بل في وصف أصوات مهموسة أخرى بالجهر، كالقاف والهمزة، يقول ابن الجزري1، "وأضاف بعضهم إليها "يقصد إلى حروف القلقلة" الهمزة؛ لأنها مجهورة شديدة"، فصوت الطاء الفصحى إذًا أسناني لثوي، شديد، مهموس، مفخم، مهموز.

"t"

صوت أسناني لثوي شديد مهموس مرقق، يتم نطقه بإلصاق طرف اللسان بداخل الثنايا العليا، ومقدمه باللثة، وبتخفيض مؤخر اللسان، وإقفال المجرى الأنفي، وفتح الأوتار الصوتية إلى درجة تمنع الذبذبة أن تحدث، ومن ثم يمتنع وجود الجهر.

وكثيرًا ما يعقب نطق التاء نفخة بسيطة aspiration، وعلى الأخص إذا وليها صوت من أصوات الكسرة، كما في "تين" و"عتيق"، وأقل من ذلك ما يلاحظ أن احتكاكا يتبعها في بعض اللهجات الحديثة، فيجعلها تبدوا صوتا مركبا من شدة تتبعها رخاوة، ويكون أشبه في ذلك الوقت بنطق "تس" أو"ts" لا "ت"، ونسمع بعض نساء القاهرة من أوساط معينة، ينطقن "أختسى" بدل "أختي"، ويجهر الصوت في نطق بعض القاهريين إذا وليه "ز"، كما "يدزحم"، بدل "يتزحم".

"k":

وصوت الكاف طبقي شديد مهموس مرقق، يتم نطقه برفع مؤخر اللسان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015