الشافعي، فدخلت عليه يوما فقال لي: يا أبا موسى، اقرأ عليَّ ما بعد (?) العشرين والمائة من آل عمران، وأَخِفَّ القراءة ولا تثقل. فقرأت علَيه، فلما أردت القيام قال: لا تغفل عني فإني مَكْرُوبٌ. قال يونس: عَنَى الشافعيُّ، رضي الله عنه، بقراءتي بعد العشرين [والمائة] (?) ما لقى النبي (?)، صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، أو نحوه (?).
أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد قال: حدثني أحمد بن الحسين الصّوفي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين العطار، بمصر، قال: حدثنا الربيع بن سليمان قال (?):
دخل المزني على الشافعي في مرضه الذي مات فيه فقال له: كيف أصبحت يا أستاذ؟
فقال: أصبحت من الدنيا راحلاً، ولإخواني مُفارقاً، ولكأس المنيّة شارباً، وعلى الله وارداً، ولسوء أعمالي ملاقياً.
قال: ثم رمى بطرفه نحو السماء واستَعْبر، ثم أنشأ يقول:
إليكَ إلهَ الخلْقِ أَرْفعُ رغبتي ... وإنْ كنتُ ياذَا المَنِّ والجودِ مُجْرِماَ (?)