الفقيه قال: حدثنا إبراهيم بن محمود، حدثني أبو سليمان (?)، حدثني أبو ثور قال:
أراد الشافعي الرجوع إلى مكة ومعه مال قال: فقلت له: - وكان قلَّما يُمسك شيئا؛ من سماحته - ينبغي أن تشتري بهذا المال ضَيعة تكون لك ولولدك من بعدك. قال: فخرج ثم قدم علينا، فسأَلته عن ذلك المال فقال: ما وجدت بمكة ضيعة يمكنني أن أشتريها لمعرفتي بأصلها؛ أكثرها قد (?) وُقفت، ولكن قد بنيت بمنى مَضْرباً يكون لأصحابنا إذا حجّوا ينزلون فيه (?).
[(4 لفظ حديث أبي عبد الله، وليس في رواية السلمي: وقد وُقفت ¬4)].
أخبرنا محمد بن الحسين السلمي قال: سمعت عبد الواحد بن بكر الورثاني (?) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الرازي قال: سمعت محمد ابن أحمد بن بنت الشافعي يقول: سمعت عمي يقول: باع الشافعي ضيعة له بمائة ألف فقسمها بمكة فبينا هو كذلك إذ أقبل أعرابي من بني عذرة فسلم عليه فقال له: يا فتى، بيني وبينك حرمة متأكدة. فقال له الشافعي: وما ذاك؟ قال: رأيتك مع أبيك ولك ذؤابة تشتري أضحية يوم النحر. فالتفت إليّ البائع فقال (?): خاب الفتى. قال: فقال الشافعي: هذه حرمة متأكدة، وقال له: ادخل، وخذ النطع وما عليه. فدخل، فأخذ النطع وما عليه.