سمعت سعيد بن محمد الديناري، حدثني إبراهيم بن عبد الله المُقْعَد - وكان الناس يتبركون بدعائه - قال:
حدثني المزني قال: مررنا على الشافعي وإبراهيم بن إسماعيل بن عُلَيّة على دار قوم وجاريةٌ تغنيهم:
خليليّ ما بَالَ المَطَايَا كأنّها ... تراها على الأعقاب بالقوم تنكص (?)
فقال الشافعي: ميلوا بنا نسمع. فلما فرغت قال الشافعي لإبراهيم بن عُلَيّة: أيطربك هذا؟ قال: لا، قال: فما لك حِسٌّ.
وقد قال الشافعي في «كتاب أدب القاضي» (?) في الرجل يتخذ الغلام والجارية المغنيين: «إن كان يَجْمَعُ عليهما ويغنيان (?) فهذا سَفَهٌ تُرَدُّ به شهادته. وهو في الجارية أكثر (?) من قِبَل أنّ فيه سفها وديَاثَةً. وإن كان لا يجمع عليهما (?) ولا يغشى لهما - كرهت ذلك له (?) ولم تردّ به شهادته (?). وهكذا الرجل يغشى بيوت الغناء ويغشاه المغنون: إن كان لذلك مُدْمِعاً وكان ذلك (8 مشهودا عليه فهو بمنزلة سفه ترد به شهادته ¬8).
وإن كان ذلك يَقِلُّ منه لم تُرَدّ شهادته؛ بما وصفت من أن ذلك ليس بحرام بيّن.