وذكر أبو نعيم الأصبهاني في كتابه أن الصاحب بن عباد ذكر في تصنيفه في مناقب الشافعي، رحمه الله، أنه سمع جعفر المتصوف يقول:
سمعت الجنيد يقول: كان الشافعي من المريدين الناطقين بلسان الحق في الدين، وعظ أخاً له في الله، عز وجل، وخوّفه بأسه (?) فقال:
يا أخي، إن الدنيا دحض مزلة، ودار مذلة، عُمرانها إلى الخراب صائر، وساكنها للقبور زائر، شملها على الفرقة موقوف، وغناها إلى الفقر مصروف، الإكثار فيها إعسار، والإعسار فيها يسار، فافزع إلى الله تعالى، وارض برزق الله، لا تستسلف (?) من دار بقائك (?) في دار فنائك؛ فإن عيشك فَيْءٌ زائل، وجدار مائل، أكثر (?) على عملك، وقصر من أملك.
قال: وسمعت جعفر الخُلْدي الصوفي يقول:
سمعت الجنيد يقول: قيل للشافعي: عظنا وأوجز فأنشد، رضي الله عنه, وقال:
فإن لم تجد من دُونِ عدنانَ باقياً ... ودونَ معَدٍّ فلْتَزَعْكَ القبائلُ (?)
ويروى: «العواذل» قال: فقيل له: زدنا. فأنشد
تودّ ابنتاي أن أعيش مسلَّماً ... وهل أنا إلا من رَبيعةَ أو مُضَرْ؟