ثم قال يونس: كان الشافعي معجبا بهذه الأبيات (?).
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أخبرني الربيع البلخي قال: حدثني أحمد بن علي الرستمي، حدثني أبو النضر بن سالم، حدثني أبي قال: بينا (?) الشافعي في مجلسه، ببغداد، في مسجد المنصور إذ سقطت بين يديه رقعة فيها مكتوب:
عفا الله عن عبدٍ أعان بدعوةٍ ... خليلين كانا دائبين على الودِّ (?)
إلى أن وشا واشٍ بقول نميمة ... إلى ذاك من هذا فحالا عن العهدِ
قال: فمد الشافعي يده ودعا وانصرف بلا مناظرة ولا مذاكرة.
وقرأت في كتاب أبي نعيم الأصبهاني، أخبرنا محمد بن عمر بن غالب، حدثنا محمد بن الربيع بن سليمان - بمكة - حدثنا أبي قال:
قال لي يعقوب البويطي: قلت للشافعي: قد قلت في الزهد فهل لك في الغزل شيء (?)؟ قال: فأنشد:
يا كاحلَ العينِ بعد النومِ بالسهرِ ... ما كان كحلك بالمنعوت للبصرِ
لو أنَّ عيني إليك الدهر ناظرة ... جاءت وفاتي ولم أشبع من النظرِ
سقيا لدهر مضى ما كان أطيبه! ... لولا التفرُّق والتنغيص بالسفرِ (?)
إن الرسولَ الذي يأتي بلا عِدَةٍ ... مثلُ السحاب الذي يأتي بلا مطرِ (?)
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، سمعت أبا منصور بن أبي محمد الفقيه