جاء رجل إلى الشافعي يملي عليه كتاب وصيته، فأراد الشافعي أن يكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، فقال: ليس هكذا أريد ولكن اكتب: إن أتى عليّ ريب من الزمان. فلما (?) ابتدأ بالكلام رفسه الشافعي برجله فألقاه على ظهره ثم قال: قم يا زنديق.
قرأت في كتاب زكريا بن يحيى الساجي: حدثني محمد بن إسماعيل قال: سمعت أبا الوليد بن أبي الجارود يقول:
لما حضرت الشافعي الوفاة: فأغنى عليه ثم أفاق، فجعل يسأله رَجلٌ رَجلٌ فيقول: من أنا؟ فيقول: أنت فلان بن فلان. فقال له حفص الفرد: من أنا؟ فقال: أنت حفص، لا حفظك الله إلا أن تتوب.
قال: حدثني محمد بن إسماعيل قال: سمعت الحسين بن علي يقول:
قال الشافعي: كل متكلم على الكتاب والسنة فهو الحَدّ الذي يجب، وكل متكلم على غير أصل كتاب ولا سنة فهو هَذَيَان.
وفي هذه الحكاية كالدّالِّ على أنه إنما كره من الكلام ما ليس له أصل في الكتاب أو السنة. وبالله التوفيق.