حضرت الشافعي: محمد بن إدريس، وعنده يوسف بن عمرو بن يزيد، وعبد الله بن عبد الحكم، في منزله فدخل عليهم حفصٌ الفرد، وكان متكلماً مناظراً، فقال ليوسف: ما تقول في القرآن؟ فقال (?): كلام الله، ليس عندي غير هذا. وجعلوا يحيلون على الشافعي فأقبل حفص الفرد على الشافعي فقال: إنهم يحيلون عليك. فقال له الشافعي: [(2 دع هذا عنك. فلم يزل به، فقال له الشافعي: ¬2)] ما تقول أنت في القرآن؟
قال: أقول: إنه مخلوق.
قال: من أين قُلْتَ؟
قال: فلم يزل يحتج عليه حفصٌ الفرد بأنه مخلوق، ويحتج الشافعي، رضي الله عنه، بأنه كلام الله غير مخلوق، حتى كَفَّره الشافعي وقطعه.
قال أبو شعيب: وحججهما عندي في كتاب (?). قال أبو شعيب: فلما كان من الغد لقيني حفصٌ الفرد في سوق الزّجاج فقال: أما رأيت ما صنع بي الشافعي؟ أحب أن يريهم أنه عالم. ثم أقبل عليَّ فقال: مع أنه ما تكلم أحد في هذا مثله ولا أقدر منه على هذا.
وقد ذكرنا قبل هذا مناظرته مع حفص في زيادة الإيمان ونقصانه، وذكر