باب
ما يؤثر عنه، رحمه الله، في دلائل التوحيد
* * *
قرأت في كتاب أبي نعيم الأَصبِهاني سماعَه من محمد بن إبراهيم بن أحمد، قال: حدثنا زاهر بن محمد بن الفيض: أبو الصقر الحِمْيري (?) الشّيزري، بها، إملاءً، من أصله، قال: حدثنا منصور بن عبد العزيز الثعلبي - بمصر - قال: حدثنا محمد ابن إسماعيل بن الحبَّال الحِمْيَري، عن أبيه، قال:
كان محمد بن إدريس الشافعي رجلا شريفاً. فذكر الحكاية في ابتداء تعلّمه، ورحلته إلى مالك بن أنس، ثم خروجه إلى اليمن، ثم حمله إلى العراق، ثم رجوعه، ثم حمله إلى العراق مرة أخرى، مقيداً، واجتماعه مع محمد بن الحسن، وبِشر المريسي، في مجلس هارون الرشيد.
قال: فقال له بشر: أخبرني ما الدليل على أن الله تعالى واحد؟
فقال الشافعي: يا بشر، ما تردك من لسان الخواص فأكلمك على لسانهم، إلا أنه لا بدّ لي من أن أجيبك على مقدارك من حيث أنت الدليل عليه به، ومنه وإليه، واختلاف الأصوات من المصوّت إذا كان المحرّك واحداً: دليل على أنه واحد، وعدم الضد في الكلام (?) على الدوام: دليل على أن الله واحد،