فكتب إليه يخوفه شأن العَلويين، ويذكر له شأني، ويقول: إنَّ معه رجلا يقال له: محمد بن إدريس، يعمَل بلسانه ما لا يعمل المقاتل بسيفه، فإن كانت لك بالحجاز حاجةٌ فاحملهم منها. فورد الكتابُ فحملت أنا والطالبي وجماعة معنا، فأُدخِلنا على هارون عشرة عشرة، وقد مضى أكثر الليل، فجعل يقيم منا واحداً واحداً، فيتكلم من وراء الستر، فيأمر بضرب عنقه حتى انتهى ذلك إلى، فقلت. يا أمير المؤمنين، عبدك وخادمك: محمد بن إدريس الشافعي. فقال: اضرب عنقه. فقلت: يا أمير المؤمنين، أقول وتسمع، ويدك الباَسِطَةُ، وسلطانك المنيع، ولا يفوتك مني ما تريد. قال: قل.

قلت: يا أمير المؤمنين، كأنك اتهمتني بالانحراف عنك والميل إلى هؤلاء القوم (?)؟ وسأضرب لك مثلك ومثلهم معي: ما يقول أمير المؤمنين في رجلٍ له ابنا عمِّ، أحدهما خَلطهُ بنفسه [وأشركه في نسبه، وزعم أنه مثله، وأنَّ ماله حرامٌ عليه إلا بإذنه، وأن ابنته حرام عليه إلا بتزويجه، وأنه يرى له عليه كما يرى له عليه لنفسه] (?). والآخر زعم أنه دونه، وأنه في النسب أعلى منه، وأنهُ عبده، وأن ابنته أمته، وأنها تحلُّ له بغير إذنه، وأنَّ مالَه فئ له. فَلِمَنْ تراه يتولى [يا (?)] أمير المؤمنين؟ فهذا أنت وهؤلاء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015