وكان بلغني عن كثير من أكابر أهل العلم الذين تَرَأسُوا (?)، فتوصلوا (?) إلى ما طلبوا من العزّ والثروة والوجاهة عند السلطان والرغبة - أنّه (?) تكلَّم في الشافعي، رحمه الله، بما لو سكت عنه كان أوْلَى به. ورماه مع ذلك بقلة (?) العلم بالكتاب، وأنّه لم يكن من أهل الاجتهاد. ولم يفكر (5 يعني هذا الفاضل ¬5) في قول الله، عز وجل: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ (?)} ولم يعلم أنّه يوم القيامة مَسْؤول عن قِيْلِه، كما هو مسؤول عن فعله؛ فقال ما لم يحط به علماً، ونار مِنْ عِرْضِ مَنْ جعلَه الله تعالى للحق علما (?)، ورضى بأن يكون مثله (?) له يوم القيامة خَصْماً. وكأنّه لم يَعُدَّ ما قال فيه ونال منه جرما، وسيعلمه غداً - إذا وَافَى القيامة وهو يحسب أنه يُحْسِنُ صُنعاً - أيّهما أولَى بأن يكون لدينه مُضَيِّعاً، ولنفسه ظالماً. ولو تباعد عن الميل والهوى، وساعده التوفيق والتقوى (?) لم يَجْسُر على الشروع فيما لا يعنيه، ولم يأكل من لحم أخيه مَيْتًا بالوقوع فيه، من غير معرفة منه به ولا بأحواله. وعندي أنه كان قد (?) سمع بقرابته من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وكونه من نسل المطّلب بن عبد مناف، الذي قال