عبد الله بن مالك الترمذي، قال: سمعتُ أَحمد بن الأَزهر البلخي، قال: سمعت قُتيبة بن سعيد، يقول: قدمت بغداد وما كانت لي هِمَّة إِلا أَن أَلقى أَحمد بن حنبل، فإِذا هو قد جاءَني مع يحيى بن معين، فتذاكرنا، فقام أَحمد بن حنبل وجلس بين يديّ، وقال: أَمْلِ عليَّ هذا، ثم تذاكرنا، فقام أَيضاً وجلس بين يدي، فقلت: يا أَبا عبد الله، اجلس مكانك، فقال: لا تشتغل بي، إنما أُريد أَن آخذ العلم على وجهه.
أَخبرنا المبارك بن أَحمد الأَنصاري، قال: أخبرنا عبد الله بن أَحمد السَّمَرْقَنْدي، قال: أخبرنا أَحمد بن علي بن ثابت، قال: أخبرنا الحسن بن علي الجَوهري، وأَخبرنا محمد بن أَبي طاهر، قال: أَنبأَنا الجَوهري، قال: حدثنا محمد بن العباس الخَزّاز، قال: حدثنا أَبو بكر الصولي، قال: حدثنا إِسحاق بن إِبراهيم القَزّاز، قال: حدثنا إِسحاق الشهيدي، قال: كنت أَرى يحيى القطان يُصلي العصر، ثم يستند إِلى أَصل منارة مسجده، فيقف بين يديه علي بن المديني، والشاذَكوني، وعمرو بن علي، وأَحمد بن حَنبل، ويحيى ابن معين، وغيرهم، يسألونه عن الحديث وهم قيام على أَرجلهم، إِلى أَن تحين صلاةُ المغرب، لا يقول لأحد منهم: اجلس، ولا يجلسون هَيبة وإِعظاماً.
أخبرنا المبارك بن أحمد، قال: أخبرنا عبد الله بن أَحمد السمرقندي، قال: أخبرنا أَحمد بن علي، قال: أخبرنا محمد بن أَحمد بن رزق، قال: حدثنا محمد ابن محسن بن زياد، قال: حدثنا إِدريس بنُ عبد الكريم، قال: قال خلف: جاءَني أَحمد بن حنبل يسمع حديث أَبي عَوانَة، فاجتهدت أَن أَرفعه فأَبى، وقال: لا أَجلس إلا بين يديك، أُمِرْنا أَن نَتواضع لمن نتعلم منه.