بعصاه, ويقول: يا ربّ هاهنا, يا ربّ هاهنا, فاتفق أنه خرج في سنة ثلاث وخمس مئة إلى الحج, وكان قد وقع من الجمل في الطريق دفعتين؛ فشهد عَرفَة مُحرمًا, وتوفي عشية ذلك اليوم في أرض عرفات, فحمل غلى مكة وطيف به البيت, ودُفن في يوم النَّحر إلى جنب قبر الفُضيل بن عياض.
أبو الفتح محمد بن علي الحلواني, شاهَدَ القاضي أبا يعلى, لكنه تفقه على يعقوب البرزبيني, والشريف أبي جعفر؛ ثم درس في المسجد الذي كان يدرس فيه الشريف بالحرم.
وتوفي في ذي الحجة سنة خمس وخمس مئة.
أبو منصور علي بن محمد بن الأنباري, تَفقه على القاضي أبي يعلى, وسمع الحديث الكثير, وكان أحد الشهود والواعاظ.
وتوفي في سنة سبع وخمس مئة.
أبو الوفاء علي بن عقيل بن محمد بن عقيل البغدادي, انتهت إليه الرئاسة فيب الأصول والفروع, وله الخاطر العاطر, والفهم الثاقب, واللّباقة والفِطنة البغدادية, التبريز في المناظرة على الأقران, والتصانيف الكبار.
ومن طالع مُصنفاته, أو قَرأ شيئًا من خواطره وواقعاته في كتابه المسمى "بالفنون" وهو مئتا مجلد, عَرف مقدار الرجل, ووقع إليَّ من هذا الكتاب نحو من مئة وخمسين مُجلدة.
سمع أبا بكر بن بشْران, وأبا الفتح بن شيطا, وأبا محمد الجوهري, والقاضي أبا يعلى, وغيرهم.