كتاب (الجامع) نحو من مئتى جزء, ولم يقاربه أحد من أصحاب أحمد فى ذلك, وكانت حلقته بجامع المهدى.
تُوفى يوم الجمعة قَبل الصلاة ليومين خَلون من ربيع الأول سنة إحدى عشرة وثلاث مئة, ودُفن يوم السبت إلى جانب المُّروذى.
الحسن بن على بن خلف أبو محمد البَرْبَهارى, جَمع العلم والزهد وصحب المرُّوذى, وسهلًا التُّسْتُرى, وتنزه عن ميراث أبيه, لأمر كرهه عن سبعين ألف درهم, وكان البَرْبهارى شديدًا على أهل البدع, فما زالوا يُثقلون قلب السلطان عليه, وكان ينزل بباب محوَل, فانتقل إلى الجانب الشرقى, واستتر عند أخت توزون, فَبقى نحوًا من شهر, ثم أخذه قيام الدم فمات, فقالت المرأة لخادمها: انظر من يغسله وغلقت الأبواب حتى لا يعلم أحد, فجاءَ الغاسل, فغسله ووقف يصلى عليه وحده, فاطلعت فإذا الدار ممتلئة رجالًا بثياب بيض وخضر, فاستدعت الخادم, وقالت: ما الذى فعلت؟ فقال: يا سيدتى رأيت ما رأيتُ؟ قالت: نعم. قال: هذه مفاتيح الباب وهو مغلق فقالت: ادفنوه فى بيتى, وإذام متُ فادفنونى عنده, فدفنوه فى دارها وماتت بعده فدفنت هنالك, والمكان بقرب دار المملكة بقرب دار المملكة بالمخَرّم.
وقرأت بخط شيخنا أبى الحسن, ابن الزَّاغُونى, قال: كشف قبر أبى مُحمد البَرْبهارى وهو صَحيح لم يَرم, وظهر من قبره روائح الطيب حتى ملأت مدينة السلام.
الحسين بن عبد الله الخِرقى, أبو على والد أبى القاسم, كان يُدعى خليفة المرُّوذى, وكان أكثر صحبته له توفى فى شوال سَنة تسع وتسعين ومئتين.