الباب الحادي والثمانون
في ذكر غَسله وكَفَنه
أخبرنا محمد بن أبي منصور، قال: أخبرنا عبد القادر بن محمد، قال: أخبرنا إبراهيم بن عمر، قال: أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، قال: حدثنا صالح بن أحمد، قال: لما توفي أبي واجتمع الناس في الشوارع، وَجَّهت إليهم أُعلمهم بوفاته، وأني أخرجه بعد العصر، ووجَّه ابن طاهر بحاجبه مُظفَّر معهم مَناديل فيه ثياب وطيب، فقالوا: الأمير يُقْرِئك السلام ويقول: قد فعلتُ ما لو كان أميرُ المؤمنين حاضرَه كان يفعل ذلك له، فقلت له: أقْرئِه السلام وقل له: إن أمير المؤمنين قد كان أعفاه في حياته مما كان يكره، ولا أحب أن أُتْبِعَه بعد موته بما أن يكرهه في حياته. فعاد وقال: يكون شِعارَه ولا يكون دِثاره، فأعدتُ عليه مثل ذلك، وقد كان غَزَلت له الجارية ثوباً عُشارياً قُوِّم بثمانية وعشرين درهماً ليَقْطع منه قميصين، فقطعنا له لُفافتين، وأخذنا من فوران لُفافة أخرى، فأدرجناه في ثلاث لَفائف، واشترينا له حَنُوطاً. وقد