يقول: لو حَدَّثت عن أحد ممن أجابَ لحدثتُ عن اثنين: أبي مَعْمَر وأبي كُرَيْب.
قلت: أبو مَعمر اسمه إسماعيل بن إبراهيم الهُذَلي أجاب كرهاً. ثم نَدم وأخذ يذمّ نفسه على إجابته، ويمدح من لم يُجب ويَغبِطهم، وأما أبو كريب فاسمه محمد بن العلاء، وكانوا قد أجروا له بعد أن أجاب دينارين، فعلم أنهم إنما أجروها لإجابته، فتركهما وهو مُحتاج إليهما.
أخبرنا عبد الملك بن أبي القاسم، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد، قال: أخبرني محمد بن المنتصر، قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي الفَضل، قال: حدثنا أبو إسحاق الأنصاري، قال: حدثنا صالح بن أحمد، قال: جاءَ الحِزامي إلى أبي - وقد كان ذهب إلى ابن أبي دُؤاد - فلما خرج إليه ورآه، أغلق الباب في وَجهه ودخل.
قلت: وكذلك فَعل بأبي خَيْثمة، فإنه جاءَ فَطرق عليه الباب، فلما خرج فرآه، أغلق الباب، ورجع مغضباً يتكلم هو ونفسه بكلمات سمعها أبو خَيثمة فلم يعد إليه، وعاد يَحيى بن مَعين في مرضه، فولاّه هره، وأمسكَ عن كلامه حتى قامَ عنه وهو يتأفف، ويقول: بعد الصُّحبة الطويلة لا أكَلَّم.
أخبرنا محمد بن ناصر، قال: أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، قال: أنبأنا إبراهيم بن عمر البَرْمَكي، قال: وجدتُ بخط أبي: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن أحمد بن يعقوب الحربي، قال: سمعت أبا الفَرج الهندبائي، يقول: سمعتُ أبا بكر المرُّوذي، يقول: جاءَ يَحيى بن مَعِين، فدخل على أحمد ابن حنبل وهو مَريض، فسلّم فلم يرد عليه السلام، وكان أحمد قد حَلف بالعهد