إليه: يا أبَة، قد طالَ هذا الأمر، وقد اشتقتُ إليك فدخلتُ عليه، فستَ، فأكببتُ عليه وقلتُ: يا أبَة، تُدخل على نفسك هذا الغَمّ؟ قال: يا بُني، مالا أملكه. ثم مكثنا مدة لم نَأخذ شيئاً، ثم كُتب لنا بشيءٍ فَقبضناه، فلما بَلغه هَجرنا أشهراً، فكلَّمه فُوران، ووجَّه إليَّ فوران فدخلت، فقال له: يا أبا عبد الله، صالح وحُبّكَ له، فقال: يا أبا محمد، لقد كان أعز الخَلق عليَّ، وأيّ شيءٍ أردته له إلا ما أردتُه لنفسي؟ فقلت له: يا أبَه، ومن رأيتَ أنت ممن قويتَ قويَ على ما قويتَ عليه أنت؟ قال: وتحتجُّ عليَّ؟ ثم كتبَ إلى يَحيى بن خاقان يَسأله ويعزم عليه أن لا يُعيننا على شيءٍ من أرزاقنا ولا يتكلّم فيها، فلم وصل رسوله بالكتاب إلى يحيى، أخذه صاحب الخبر، فأخذ نُسخته ووصلت إلى المتوكل. فقال لعُبيد الله: كم من شَهر لولد أحمد بن حنبل فقال: عَشرة أشهر. فقال: تحمل إليهم الساعة أربعينَ ألف درهم من بيتِ المال صِحاح ولا يُعلم بها، فقال يَحيى للقيّم: أنا أكتُب إلى صالح أُعلِمُهُ. فورد عليَّ كتابه، فوجهتُ إلى أبي أعلمته، فقال الذي أخبره: سكتَ قليلاً وضربَ بذقنه صَدره ثم رَفع رأسه، وقال: ما حيلتي إذا أردتُ أمراً، وأرادَ الله عزَّ وجل أمراً.

أخبرنا عبد الملك بن أبي القاسم، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأنصاري، قال: أخبرنا أبو يَعقوب الحافظ، قال: أخبرنا أبو علي بن أبي بكر المرْوَزي، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن الحَسن بن علي البخاري، قال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015