القميص والمبطنة في رَأسه، ثم أدخل يده فأخرج يده اليمنى، وكذلك اليسرى، وهو لا يُحرك يَده. ثم أخذ قلنسوة فوضعها على رأسه، وألبسه طيلساناً، ولم يَجيئوا بخُف فبقي الخف عليه، ثم انصرف فلما صار إلى الدار نَزع الثياب عنه، ثم جعل يبكي، ثم قال: سَلمتُ من هؤلاءِ منذ ستين سَنة، حتى إذا كان في آخر عُمري بُليت بهم! ما أحسبني سلمتُ من دخولي على هذا الغلام، فكيف بمن يجب عليَّ نصحُه من وقت أن تَقع عيني عليه إلى أن أخرج من عنده؟ ثم قال: يا صالح، وجّه هذه الثياب إلى بغداد تُباع ويُتصدق بثمنها، ولا يشتري منكم أحد شيئاً، فوجهت بها فبيعت وفرق ثمنها.
أخبرنا محمد بن أبي منصور، قال: أنبأنا ابن البُسْري، عن أبي عبد الله ابن بَطَّة، قال: أخبرنا الآجُرّي، قال: أخبرنا أبو نصر بن كُردي، قال: حدثنا المُّروذي، قال: سمعتُ زُهير بن محمد، يقول: أنا أول من تَلقى أبا عبد الله قبل أن يَخرج من الحَرّاقة، قال: فخرج وعليه الكساء الذي خُلع عليه، قال: فسقط فَجعل يجره وما سَوّاه عليه.
أخبرنا ابن ناصر، قال: أخبرنا عبد القادر بن يوسف، قال: أخبرنا أبو إسحاق البَرْمَكي، قال: أخبرنا ابن مَرْدَك، قال: حدثنا ابن أبي حاتم، قال: حدثنا صالح بن أحمد، قال: ثم أخبرناه أن الدار التي هو فيها لإيتاخ. فقال: اكتب رُقعةً إلى محمد بن الجَراح، استعِف لي من هذه الدار، فكتبنا