فسقطتُ وسمعت ذاك - يعني ابن أبي دُؤاد - يقول يا أميرَ المؤمنين، هو والله ضالٌّ مضلٌّ. فقال له الحارث: أخبرني يوسف بن عمر بن يزيد، عن مالك ابن أنس: أن الزُّهري سُعيَ به حتى ضُرب بالسياط، فقيل لمالك بعد ذل: إنّ الزُّهري قد أقيم للناس وعُلّقت كتبه في عنقه، فقال مال: قد ضُرب سعيد ابن المسيّب بالسياط وحُلق رأسه ولحيته، وضُرب أبو الزِّناد بالسياط، وضرب محمد بن المنكدر وأصحاب له في حَمّام بالسياط، قال: وقال عُمر بن عبد العزيز: لا تَغبطوا أحداً لم يُصبه في هذا الأمر أذى، قال: وما كر مالك نفسه، قال: فأُعجب أحمدُ بقول الحارث.

قلت: وما زال الناس يُبتَلون في الله تعالى ويَصبرون، وقد كانت الأنبياء تُقتل، وأهل الخير في الأمم السالفة يُتلون ويُحرقون، ويُنشر أحدهم بالمنشار وهو ثابتٌ على دينه، ولولا كراهية التطويل لذكرتُ من ذلك بأسانيده ما يطول، غير أني أوثر الاختصار.

وقد سُمَّ نبينا صلى الله عليه وسلم، وسُمَّ أبو بكر، وقُتل عُمر وعثمان وعلي، وسُمَّ الحسن، وقُتل الحُسين، وابنُ الزبير، والضَّحاك بن قيس، والنُّعمان بن بشير، وصُلِب خُبَيب بن عَدي، وقَتل الحجاجُ عبدَ الرحمن بن أبي لَيلى، وعبدَ الله بن غالب الحُدّاني، وسَعيد بن جُبير، وأبا البَخْتَري الطائي، وكُمَيل بن زياد، وحُطَيْطاً الزيّات، وماهان الحَنَفي صَلبه، وصلب قبله ابنَ الزبير، وقَتل الواثقُ أحمدَ بن نصر الخُزاعي وصَلبه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015