يُضرب, فشدَّتا السراويل, فلما فَرغوا من الضَّرب, قلنا له: ما كنتَ تقول حيثُ انحلَّ السراويل؟ قال: قلتُ يا من لا يعلمُ العرشُ منه أينَ هو إلا هو, إن كنتُ على الحقُّ فلا تُبْدِ عَورتى, فهذا الذى قلتُ.
أخبرنا ابن ناصر, قال: أخبرنا أبو على الحسن بن أحمد, قال: حدثنى القاضى أبو يَعلى محمد بن الحسين, قال: حدثنا أبو الحسن على بن محمد الحِنّائى, قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسماعيل الطَّرسوسى, قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عيسى, قال: حدثنا أحمد بن طاهر, قال: حدثنا العباس بن عبد الله, قال: سمعتُ جعفرًا الرازى يقول: كانَ إسحاق بن إبراهيم يقول: أنا والله! رأيتُ يوم ضرب أحمد سراويله وقد ارتَفع من بعد انخفاضه, وانعقدَ من بعد انحِلاله, ولم يفطن بذلك لذهول عقل من حَضره, وما رأيتُ يومًا كان أعظم على المعتصم من ذلك اليوم, والله لو لم يَرفع عنه الضرب لم يَبرح من مكانه إلا ميتًا.
أخبرنا عبد الملك بن أبى القاسم, قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأنصارى, قال: أخبرنا محمد بن المنتصر, قال: أخبرنا أبو بكر بن أبى الفَضل, قال: حدثنا محمد بن إبراهيم الصّرام, قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق الأنصارى, قال: سمعتُ بعضَ الجلادين, يقول: لقد بَطل أحمدُ بن حنبل الشُطّار, والله لقد ضَربتُه ضَربًا لو أبرك لى بعيرٌ فضربته ذلك الضرب, لنقبتُ عن جَوفه.