أخبرنا محمد بن أبى منصور, قال: أخبرنا عبد القادر بن محمد, قال: أخبرنا إبراهيم بن عُمر, قال: أخبرنا على بن عبد العزيز, قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبى حاتم, قال: حدثنا أبى, قال: أحدثنا أحمد بن أبى الحَوارى عن بعض أصحابه. قال: قال أحمد بن حنبل: ما سمعتُ كلمةً كانت أوقعَ فى قلبى من كلمةٍ سمعتها من أعرابى فى رَحبةِ طَوق, قال لى: يا أحمد, إن قَتلك الحقُّ متَّ شهيدًا, وإن عشتَ عشتَ حميدًا. قال ابن أبى حاتم: قال أبى: فكانَ كما قال؛ لقد رَفع الله عز وجل شأن أحمد بن حنبل بعد ما امتُحِن, وعَظُم عند الناس وارتَفع أمره جدَّا.
قلتُ: وقد بلغنا عن الشافعى - رضى الله عنه - أنه رأى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم, فى المنام يُخبره بما سَيلقى أحمد من الامتحان فى خَلق القرآن, ويأمره أن يُعلم أحمد بذلك, وسيأتى هذا مُسندًا فى باب المنامات التى رئيت لأحمد بن حنبل.
أخبرنا محمد بن ناصر, قال: أنبأنا أحمد بن أبى سَعد النَّيسابورى, قال: سمعتُ عبد الله بن يوسف, يقول: سمعتُ أبا العباس الأصم, يقول: سمعتُ العباس بن مُحمد الدُّورى, يقول: سمعتُ أبا جعفر الأنبارى, يقول: لما حُمِل أحمد بن حنبل المأمون أخبِرت, فعبرتُ الفراتَ فإذا هو جالسٌ فى الخان, فسلمتُ عليه, فقال: يا أبا جَعفر, تعنَّيت. فقلتُ: ليسَ هذا عناء, وقلتُ له: أنت اليومَ رأسٌ والناسُ يقتدون بك, فوالله لَئِن أجيتَ إلى خلق القرآن, ليُجِبَينَّ بإجابتك خلقٌ كثير من خلق الله, وإن