وتَطيب نفسكِ؟ قلت: نَعم, قال: الحمدُلله الذى وَفقك لهذا. قالت: فأعطيته أبا الحسن بن صالح, فباعه بثمانية دنانير ونِصف, وفَّرقها وقتَ حملى, فلما ولدتُ حَسنًا أعطى مولاىَ كَرَّامة درهمًا - وهى امرأةٌ كبيرةٌ كانت تخدمهم - وقال: اذهبى إلى ابن شُجاع - جار لنا قصاب - يَشترى لك بهذا رَأسًا, فاشترى لنا رأسًا وجاءَت به فأكلنا, فقال لى: يا حُسْنُ, ما أملكُ غيرَ هذا الدرهم, وما لك عندى غير هذا اليوم. قالت: وكان إذا لم يكن عند مولاى شَىءٍ فَرحٍ يومَه ذلك.
قالت: ودخل مَولاى يومًا, فقال لى: أُريد أحتجم اليوم, وليسِ معى شىء, فجئتُ إلى جَرَّة لى فيها قَريبٌ من نصف منٍّ غَزل, فأخرجته فبعثت به إلى بعض الحاكة, فباعه بأربعة دراهم, فاشتريتُ لحمًا بنصف درهم, وأعطى الحجام درهمًا, واشتريتُ طيبًا بدرهم. ولما خرج مَولاى إلى سُرَّ مَنْ رأى كنتُ قد غزلتُ غزلًا لينًا, وعملتُ ثوبًا حسنًا, فلما قدم أخرجتُ إليه ذلك الثوب الحسن, وكنت قد أعطيتُ كِراه خمسة عَشر درهمًا من الغلّة, فلما نظر إليه, قال: ما أُريده, قلت: يا مولاى, عندى غير هذا من قطن غيره, فدفعت الثوب إلى فُوران فَباعه باثنين وأربعين درهمًا, واشتريتُ منه قطنًا فغزلته ثوبًا كبيرًا, فلما أعلمته, قال: لا تَقطعيه دَعيه. فكان كفنَه, كُفِّن فيه, وأخرجتُ الغليظ فقطَعه.
قالت: وخبزتُ يومًا لمولاى وهو فى مرضه الذى تُوفى فيه, فقال: أينَ