فأتتها فأجابته, وهى أُم عبد الله ابنه, فأقام معها سَبعًا, ثم قالت له: كيف رأيت يا ابن عمى؟ أنكرتَ شيئًا؟ قال: لا, إلا أن نَعلك هذه تَصِرُّ.
قال الخلال: وأحفظ أن خَطاب بن بشر, قال: قالت امرأة لأحمد بعد ما دخلت عليه بأيام: هل تُنكر منى شيئًا؟ قال: لا, إلا هذه النَّعل التى تَلبسينها ولم تكن على عهد رَسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فباعتها واشتَرت مَقطوعًا, فكانت تَلبسه. قال الخلال: وهى هذه المرأة. يعنى أُم عبد الله.
قال الخلّال: وسمعتُ أبا بكر المُّروذى, يقول سمعتُ أبا عبد الله - وذكر أهله فترحَّم عليها - وقال: مَكثنا عِشرين سَنة ما اختَلفنا فى كلمة. قال الخلال: وهى هذه المرأة. يعنى: أُ/ عبد الله.
قلت: قَد ذكرنا عنه أنه قال: أقامت مَعى أُم صالح ثلاثين سنة, وفى هذه الرواية: مكثنا عشرين سنة, وكلتا الروايتين عن المُّروذى, وإحدى الرِّوايتين غَلط بلا شك, لأن أحمد لم يتزوَّج إلا بعد الأربعين, ولم يتزوج بَعد أُم صالح حتى ماتَت, فلو أقام مَعها ثلاثين ومَع الأُخرى عِشرين, تَمَّ له تسعون سنة, وكلُّ ما عاشَ سَبعًا وسبعين, ثمّ كانَ يكون قد تزوَّج أُم عبد الله بعد السبعين, ومعلوم أنه لم يمت إلا وعبد الله يَروى عنه ويُسافر معه, وكان يقول: