وبلغني عن المروذي أنه قال: اجتمع جَماعة إلى أحمد, فقالوا ادعُ, فقال: اللهمَّ لا تطالبنا بوفاء الشكر فيما أنعمت به علينا.
وبلغني عن محمد بن يعقوب الصفّار, قال: كان أحمد يدعو في دُبُر كل صلاة: اللهمَّ إني أسألك موجبات رحمتك, وعزائم مغفرتك, والغنيمة من كُل برٍّ, والسلامة من كُل إثمٍ, والفوز بالجنة, والنجاة من النار, ولا تدع لنا ذنبًا إلا غفرته, ولا همًّا إلا فرجته, ولا حاجةً إلا قضيتها.
أخبرنا محمد بن أبي منصور, قال: أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد, قال: أخبرنا هلال بن محمد الحفّار, قال: حدثني أبو عمرو عثمان بن أحمد السمّاك, قال: حدثني أبو أحمد القزويني, قال: سمعتُ القاسم بن الحسين الورّاق, يقول: أراد رجلٌ الخروج إلى طَرسوس, فقال لأحمد: زوّدني دَعوةً فإني أريد الخروج, فقال له: قل: يا دليل الحَيارى, دُلني على طريق الصادقين, واجعلني من عبادك الصالحين. قال: فخرج الرجل, فأصابته شدة وانقطع عن أَصحابه, فدعا بهذا الدعاءِ فلحق أَصحابه, فجاء إلى أحمد