قال: أخبرنا أبو نُعَيْم، قال: حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: حدثنا أبو جعفر بن ذَرِيح العُكْبَري، قال: رأيتُ أحمد بن حنبل وكان شيخاً مخضوباً طُوالاً أسمر شديد السُّمرة.
أخبرنا محمد بن أبي منصور، قال: أخبرنا عبد القادر بن محمد، قال: أنبانا إبراهيم بن عمر، قال: أنبأنا عبد العزيز بن جعفر، قال: أخبرنا أحمد بن محمد الخلال، قال: أخبرنا أبو بكر المَرُّوذي، قال: رأيت أبا عبد الله إذا كان في البيت كان عامة جلوسه متربعاً خاشعاً، فإذا كان بَرّا لم يكن يتبين منه شدة خشوع كما كان داخلاً، وكنت أدخل عليه والجزءُ في يده يقرأ، فإذا قعدت، أطبقه ووضعه بين يديه.
أخبرنا ابن ناصر، قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار، قال: أخبرنا علي بن عُمر القزويني، قال: أخبرنا أبو عُمر بن حَيّويه، قال: حدثنا أبو الفضل جَعفر بن محمد الصَّندلي، قال: حدثنا خطاب بن بشر، قال: كنتُ قاعداً في مسجد أبي عبد الله مع أبي بكر المَرُّوذِي نتذاكر، فسمع أبو بكر صوتَ الباب قد فُتح، فوثب فإذا أبو عبد الله قد فَتح الباب وأخرج رأسه، فقال لأبي بكر: أنظر حسناً إلى أين دخل؟ - بُني له صغير - فقلت في نفسي: أقلق الشيخ حتى أزعجه، وذلك نصف النهار في الصيف، فدخل أبو بكر في بعض دور الحاكة، فأخرجه، وأخبره بمكاني فقال لي: ادخل، فدخلت إلى الدّهليز، وهو جالس على التراب وخضابه قد نصل، وأصول الشعر تبين بياضه، وعليه إزار كرأبيس صَغير وسخ، وقميص غليظ قد أصاب عاتقه التراب، والعرق قد بان على مُستدير عاتقه، فسألته عن الوَرع والاكتساب، فرأيته قد أظهر الاغتمام وبانَ عليه في وجهه حينَ سألته عن ذلك، إزراء على نفسه،