حنبل. فانتظرته حتى تفرَّق الناس، ثم أخذتُ بيده فسلمت عليه؛ فجرت بيني وبينه المعرفة من ذلك الوقت.
قلتُ: إلا أن الإمام أحمد - رضي الله عنه - لم يتصدر للحديث والفتوى؛ ولم ينصب نفسه لهما حتى ثمَّ له أربعون سنة.
فأنبأنا محمد بن أبي منصور، عن الحسن بن أحمد الفقيه، عن أبي الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفَوارس، قال: أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن حَيّويه، قال: حدثنا موسى بن عبيد الله الخاقاني، قال: حدثني أبو بكر المطوّعي، قال: سمعتُ حجاجاً - يعني ابن الشاعر - يقول: جئتُ إلى أحمد ابن حنبل فسألتُه أن يحدثني- في سنة ثلاث ومئتين- فأبي أن يحدثني؛ فخرجت إلى عبد الرزاق ثم رجعت في سنة أربع وقد حدث أحمد واستوى الناس عليه، وكان لأحمد في هذا اليوم أربعون سنة.
قال الخاقاني: وأخبرني جعفر الرازي، قال: حدثنا ابن صَدقة، قال: سمعتُ محمد بن عبد الرحمن الصيرفي، يقول: كنت مع أحمد بن حنبل على بابه فذكر حديثاً لعبد الرزاق فقلت: يا أبا عبد الله، أمِلَّه علي، فقال لي: يا أبا جعفر، أيّ شيءٍ تصنع به؟ عبد الرزاق حي. فقلت: أتصدقني؟ قال: نعم، فقلت: أنا أحلف لك مع قولي إن حدثتني به، ثم خرجتُ من بابك، فرأيت عبد الرزاق على باب زُقاقك لم أسأله عنه.
قلتُ: وقد كان أحمد مع تحديثه يحثّ على من بقي من المشايخ؛ فأخبرنا المبارك بن أحمد الأنصاري، قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد السَّمَرْقَنْدِي، قال: