ومن خَرج على إمام من أئمة المسلمين، وقد كان الناس اجتمعوا عليه، وأقروا له بالخِلافة، بأي وَجه كان، بالرّضا أو بالغَلَبة، فقد شَقَّ هذا الخارجُ عصا المسلمين، وخالفَ الآثار عن رسول الله، فإن مات الخارج عليه ماتَ ميتةً جاهلية.
ولا يَحل قتال السلطان ولا الخروج عليه لأحدٍ من الناس، فمن فَعل ذلك، فهو مبتدع على غَير السنة والطريق.
أخبرنا المحمدان؛ ابن عبد الملك وابن ناصر، قالا: أخبرنا أحمد بن الحسن المعدّل، قال ابن ناصر: وأخبرنا المبارك بن عبد الجبار، وأحمد بن المُظَفّر التّمّار، قالوا: أخبرنا عبد العزيز بن علي القِرْمِيسيني، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد الحافظ، قال: حدثنا الحسن بن إسماعيل الرَّبعي، قال: قال لي أحمد بن حنبل إمام أهل السنة، والصابر لله عز وجل تحت المِحنة: أجمع سبعون رجلاً من التابعين وأئمة المسلمين وفُقهاءِ الأمصار على أنَّ السنة التي تُوفي عليها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أولها الرِّضا بقَضاءِ الله والتسليمُ لأمره، والصبرُ تَحت حكمه، والأخذُ بما أمر الله به، والنَّهي عما نهى عنه؛ وإخلاصُ العمل لله، والإيمانُ بالقدر خَيره وشره، وتَرك المِراءِ والجَدل والخصومات في الدين،