النبي صلى الله عليه وسلم, نصدقها ولا نضرب لها الأمثال. هذا ما اجتمع عليه السلف من العلماء في الآفاق.
أخبرنا عبد الملك بن أبي القاسم, أخبرنا عبد الله بن محمد الأنصاري قال: أخبرنا أبو يعقوب الحافظ, قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن الفضل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن بشر بن بكر, قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد البرذعي التميمي, قال: لما أشكل على مسدد بن مسرهد أمر الفتنة وما وقع فيه الناس من الاختلاف في القدر والرفض والاعتزال وخلق القرآن والإرجاء, كتب إلى أحمد بن حنبل: اكتب إلي بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. فلما ورد الكتاب على أحمد بكى وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون, يزعم هذا البصري أنه أنفق في العلم مالًا عظيمًا وهو لا يهتدي إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكتب إليه: بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي جعل في كل زمان بقايا من أهل العلم يدعون من ضلّ إلى الهدى, وينهون عن الردى, يحيون بكتاب الله الموتى, وبسنة النبي أهل الجهالة والردى, فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه, وكم من ضال تائهٍ قد هدوه, فما أحسن أثرهم على الناس, ينفون عن دين الله تحريف الغالين, وانتحال المبطلين الذين عقدوا ألوية البدع, وأطلقوا أعنة الفتنة, مختلفين في الكتاب, يقولون على الله وفي الله - تعالى الله عما يقول الظالمون عُلوًّا كبيرًا – وفي كتابه بغير علم, فنعوذ بالله من كل فتنة مضلة, وصلى الله على