يقولُ الناس: أَحمد بن حنبل بالتَّوهم، والله ما أَجد لأَحد من التابعين عليه مَزية ولا أَعرف أَحدأً يَقدر قَدره، ولا يعرف مِنَ الإِسلام مَحله. ولقد صحبتُه عشرين سنةً صيفاً وشتاءً، وحرّاً وبرداً، وليلاً ونهاراً، فما لقيته لقاةً في يوم إِلا وهو زائدٌ عليه بالأَمس، ولقد كان يَقْدَمُ أَئمة الإِسلام والعلماء من كل بلد، وإِمام كل مصر، فهُم بجلالتهم ما دامَ الرجل منهم خارجاً من المسجد، فإِذا دخلَ المسجد صارَ غلاماً متعلماً.

أَخبرنا محمد بن أَبي منصور، قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار، قال: أخبرنا إبراهيم بن عمر البَرْمَكي، قال: أخبرنا عُبيد الله بن محمد بن بَطَّة، قال: حدثنا أَبو بكر محمد بن أَيوب العُكْبَرِي، قال: سمعتُ إِبراهيم الحربي يقول: التابعون كلُّهم عندي واحد، وآخرهم أَحمد بن حنبل- وهو عندي أَجلُّهم- يقولون: مَن حلف بالطلاق أن لا يفعل شيئاً ثم فَعله وهو ناسٍ، كلّهم يُلزمونه الطَّلاق.

وسُئل إِبراهيم عن القوم يُصلون عُراة إِذا انكسرت بهم السَّفينة، فقال: أَما التابعون يقولون- وأَحمد وهو سَيدهم يقول معهم-: يُصلّون وإِمامهم وَسطهم يومِئون إِيماءً لا يركعون ولا يَسجدون، وأَنا لا أَعبأُ بمن خالفَ التابعين وأَحمد معهم.

أَخبرنا عبد الرحمن بن محمد، قال: أخبرنا أَحمد بن علي بن ثابت، قال: أَخبرني الأَزهري، قال: أخبرنا عمر بن أَحمد بن هارون المقرئ؛ أَن أَبا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015