التي ورثت هذه الممالك العظيمة وهي مملكة خرجت من الصحراء إذ أشير إليها بحجر قد قطع من جبل. وهذا الحجر قد قضى على تلك الممالك. إنه الإسلام الباقي إلى الأبد، إذ يقول دانيال: " وفي أيام هؤلاء الملوك يقيم إله السماوات مملكة لن تنقرض أبدًا وملكها لا يترك لشعب آخر وتسحق وتفنى كل هذه الممالك وهي تثبت إلى الأبد " (1: 44) .
لقد ولد محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مكة المكرمة التي تحيطها الجبال من كل جانب، ثم اختاره الله- سبحانه- نبيا ورسولا فتحقق الوعد فيه لإبراهيم وإسماعيل وتحقق تفسير دانيال فما هي غير سنوات حتى كان الإسلام هو القوة الظاهرة في العالم، لم يمتد من النيل إلى الفرات فحسب إنما امتد من الصين شرقًا إلى الأندلس غربًا. إنه مهما حاول الحاقدون أن يطمسوا هذه المعالم فلن يستطيعوا أبدًا. لقد حاولت أنا شخصيًا لمدة خمسة عشر عامًا أن أحارب الإسلام، ولكن الله سبحانه وتعالى قهرني، فبدلا من أن أكون عونًا لسياسة استعمارية كضالع في الحركة التنصيرية في البلاد إذ بالله سبحانه يهديني إلى الإسلام وصيرني بفضله ونعمته أن أكون داعيًا للإسلام على خير وجه إن شاء الله، فأذود عن الوطن وعن الدين وعن العروبة (?) .
نبوة أشعياء المدينة المنورة:
بعد ذلك نذهب إلى (سفر أشعياء 42: 11- 13) الذي يقول: " لترفع البرية ومدنها صوتها، الديار التي سكنها قيدار؛ لتترنم سكان سالع من رؤوس الجبال ليهتفوا، ليعطوا الرب مجدًا ويخبروا بتسبيحه في الجزائر.