المنكر وتؤمن بالله الواحد الأحد، إنها أمة العرب المسلمة. وأما قوله: " ومن سقط على هذا الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه "، فإنما يشير إلى قوة الإسلام وأن من يعاديه سوف يسحقه الله. وقد كان هذا مما سجله التاريخ، حيث استطاعت قلة ضعيفة من العرب المسلمين أن تكتسح أعظم إمبراطوريتين قويتين في زمن ظهور الإسلام- أو هما القوتين العظميين بلغة عصرنا الحاضر- فقد قضى المسلمون الناشئون على الإمبراطورية الفارسية، كما اقتطعوا من الإمبراطورية الرومانية نصف أملاكها التي كانت أرضًا كثيرة الخيرات غنية بالأموال والرجال. إن تنبؤ المسيح بهزيمة أعداء الإسلام هنا يتفق وما سبق أن قاله موسى في (سفر التثنية 18: 19) : " ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه ". أي أن الله سبحانه وتعالى سينتقم منه.
تعبير دانيال النبي لحلم نبوخذ نصر وأكثر من هذا نرى دانيال الذي كان واحدًا من اليهود المسيحيين في أرض بابل، أنه في أيام الملك نبوخذ نصر الذي هدم الهيكل وأخذ كل ما فيه من توراة وأوانٍ ذهبية وغير ذلك قد حلم حلمًا لم يستطع أن يفسره سوى دانيال الذي قال للملك كما في (سفر دانيال الإصحاح 2 العدد 31- 36) : " أنت أيها الملك كنت تنظر وإذا بتمثال عظيم، هذا التمثال العظيم البهي جدًا وقف قبالتك ومنظره هائل، رأس التمثال من ذهب جيد، صدره وذراعاه من فضة، بطنه وفخذاه من نحاس، ساقاه من حديد، قدماه بعضهما من حديد والبعض من خزف، كنت تنظر إلى أن قطع حجر بغير يدين فضرب التمثال على قدميه اللتين من حديد وخزف فسحقهما، فانسحق حينئذ الحديد والخزف والنحاس والفضة والذهب معًا وصار كعصافة البيدر في الصيف فحملتها الريح فلم يوجد