ولقد عرفنا دما سبق أنه لم يدفن في الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال، كما قالت الأناجيل، إذ أن المصلوب دفن في الأرض لمدة يوم واحد وليلتين على أحسن الفروض.
القيامة
بدأت روايات قيامة المسيح من الأموات وظهوره بعد الموت تنتشر ببطء شديد وسط المجموعة المسيحية الأولى، بسبب إنكار تلاميذه وحوارييه - وعلى رأسهم بطرس - لتلك الروايات، وشكهم فيها، وعدم إيمانهم بوجود أدنى صلة بين رسالة المسيح الحقة التي تلقوها من معلمهم، ولين فكرة القيامة من الأموات هذه التي صارت واحدة من ركائز العقائد المسيحية؛ من أجل ذلك تأخر الإعلان عن قيامة المسيح وظهوره سبعة أسابيع، فلم يذع خبرها بين عامة المسيحيين إلا بعد 50 يوماً، كما تقول رسالة الأعمال التي سطرها " لوقا " بعد أكثر من 60 عاماً من رفع المسيح.
وإذا كان هذا هو مجمل حديث القيامة، كما سجلته الأناجيل، فمن الواجب ألا يغيب عن البال - كما يقول جورج كيرد: " إن أول شهادة عن القيامة لم تعطها الأناجيل، لكنها جاءت من رسائل بولس، وعلى وجه الخصوص رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس (الإصحاح 15) التي كتبت قبل أقدم الأناجيل بعشر سنوات على الأقل. ففي هذا الإصحاح نجد بولس يقتبس تعليماً تسلمه من أولئك الذين كانوا مسيحيين قبله " (?) .