القيامة والظهور
لقد انتهينا من دراسة قضية الصلب. وهي واحدة من أخطر القضايا المسيحية باعتبارها صارت ركيزة من ركائز العقيدة التي تبناها بولس، وصار لها السيادة فيما بعد، ولم تكن على الإطلاق من وصايا المسيح ولا من رسالته. وماذا رأينا فيها؟
رأينا أن هذه المصادر المسيحية - وهي الأناجيل - قد اختلفت تماماً في كل جزئية تتعلق بموضوعات الصلب. وقلنا - من قبل - إننا نتبع في دوائرنا القضائية في كل بلد من بلاد العالم، أنه عندما تختلف شهادة الشهود، ترفض على الفور شهاداتهم.
كذلك فإن السمة الواضحة والعامل المشترك بين هذه المصادر المسيحية، شيء واحد، هو أن كل ما كتب قام على ظن وعلى تناقض يتناقض بعضه مع بعض، وينقض بعضه بعضاً.
وقد عبرَ القرآن الكريم عن هذه الحالة في آية من آياته، وذلك من معجزات القرآن فقد قال {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا} (?)
لقد وجدنا أن كل ما كتب وخاصة ابتداء من قضية الصلب، وملحقاتها وهي القيامة والظهور، قد اختلف فيه كتبة الأناجيل جميعاً من الألف إلى الياء. ونبدأ الآن في دراسة قضية القيامة التي تقول - وفق التعليم المسيحي - إن المسيح صلب ومات ودفن وقام في اليوم الثالث، وبعد ذلك ظهر لبعض الناس.