ويقوى هذا السمع والطاعة عند كثير من العشاق حتى يبذل نفْسَه ويُسْلِمها للتلف في طاعة معشوقة، كما يبذل المجاهد نفسه لربه حتى يُقتل في سبيله.
وإذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد قال: " مُدْمن الخمر كعابد وثن " (?)، ومَرّ عليُّ ابن أبي طالب - رضي الله عنه - بقومٍ يلعبون بالشطرنج فقال: " ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون ".
فما الظن بالعاشق المتيّم الفاني في معشوقه؟!) انتهى (?).
وقال – رحمه الله -: (والفتنة بعشق الصُّوَر تنافي أن يكون دين العبد كله لله بل ينقص من كوْن دينه لله بحسب ما حصل له من فتنة العشق، وربما أخرجتْ صاحبه من أن يبقى معه شيء من الدين لله) انتهى (?)، وقال أيضاً: (وكذلك فتنة العشق من أعظم الفتن).
وقال بعضُ أهلِ العلم: (وكم أكبَّت فتنة العشق رؤوساً على مناخرها في الجحيم، وأسلمتهم إلى مقاساةِ العذاب الأليم، وجَرَّعَتْهُم بين أطباق النار